رئيس التحرير : مشعل العريفي
 د.بدر بن سعود ال سعود
د.بدر بن سعود ال سعود

نحن أمام أكثر من صافر

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

يصر الحوثي على تحميل غيره مسؤولية أخطائه في اليمن، وعلى تلفيق التهم لحكومة الشرعية وقوات التحالف العربي، وآخرها أزمة خزان صافر العائم، والاتهام لا يقبله حتى الجاهل، فخزان صافر بينه وبين موانئ غرب البحر الأحمر أقل من ستة كيلومترات، وميليشيا الحوثي تسيطر على هذه المنطقة بالكامل منذ مارس 2015.
الطلب الأممي واضح ولا يحتاج لاجتهادات، وهو أن يقبل الحوثي بدون شروط إرسال فريق فني لتقييم الأضرار في خزان صافر وإصلاحها بصورة عاجلة، ومن ثم تقديم حلول مناسبة وآمنة لتفريغ حمولته من النفط، والتي تصل إلى أكثر من مليون برميل، وبطبيعة الحال تحريك الخزان من محله ربما يتسبب في غرقه أو انفجاره، خصوصاً وأن مياه البحر تسربت مؤخراً إلى غرفة المحرك، وكان يمكن أن تؤدي إلى كارثة.
القضية أكبر مما نتصور، ففد تكلمت الأمم المتحدة عن احتمال غرق أو انفجار الصهريج الضخم وتسرب النفط الموجود بداخله، وأن ذلك سيؤدي إلى كوارث بيئية وإنسانية واقتصادية تتفوق بأربع مرات على أكبر كارثة مشابهة في التاريخ الإنساني، وما لم يحدث اختراق يوقف الابتزاز الذي يمارسه الحوثي في ملف صافر على وجه التحديد، فهو يغامر بمستقبل اليمن وأهله، ويعرضهم لخطر بيئي وإنساني واقتصادي قد يطيل معاناة اليمنين لمدة تزيد على 30 سنة، وسيفقد تسعة ملايين إنسان يمني مصدر رزقهم، وستخسر اليمن ما قيمته عشرة مليارات دولار لتنظيف التلوث في حال حدوثه، علاوة على خسارتها لمليارات إضافية كنتيجة لفقدها الاستثمارات الأجنبية وعوائد النفط، وإذا كانت المماطلة من أجل اقتسام أو بيع براميل النفط في الخزان، فإنها لا تساوي، في أحسن الأحوال، ما قيمته 40 مليون دولار بالأسعار الحالية.
أزمة صافر لا تخص اليمن وحده وستتأثر بها المملكة ودول شمال إفريقيا المطلة على البحر الأحمر، بجانب مضيق باب المندب وبحر العرب وقناة السويس، وستؤثر في الاقتصاد الصيني لأن تجارته لأوروبا وأميركا تمر من البحر الأحمر، وستؤدي كذلك إلى انقراض ونفوق الكائنات البحرية، وإلى الإضرار بالتنوع الأحيائي البحري وبالزراعة وتحلية المياه، ومعها شعب البحر الأحمر المرجانية، التي تعتبر الأجمل والأكثر حياة مقارنة بمثيلاتها حول العالم.
الشيعة الإمامية التي يمثلها الحوثيون بلا مستقبل في اليمن، وهم بلا قاعدة جماهيرية أو تمثيل شعبي، والزيدية والسنة من المذهب الشافعي في الجنوب اليمني، يمثلون الثقل الحقيقي ونقاط القوة التي يمكن المراهنة عليها، ولكن الفارق بينهم في استفادة المليشيات الحوثية من ضعف الدولة اليمنية والانقسامات والصراعات بين القوى المؤثرة فيها، وتمكينها بمعاونة أطراف داخلية وخارجية من استلام صنعاء في سبتمبر 2014، ولن تحل مشكلات اليمن إلا بإخراج إيران ووكلائها، وإلا فنحن أمام صوافر بلا عدد تهدد مقدرات العرب من الماء إلى الماء.
نقلا عن الرياض

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up